الغريق هو كل شخص يسعى للتعلم :).
وبحر النور الذي أقصده هنا هو بحر العلم.. هذا الكم الضخم المتجدد والمتضاعف من المعارف التي يجب على أي شخص يسعى للعلم أن يلم به.
إن كم المعلومات المتضاعف الذي يتدفق في أي مجال من مجالات المعرفة يجعل أي إنسان يخجل من أن يقول إنه يعرف أي شيء. وفي مجال الكمبيوتر تحديداً صارت المسألة في غاية المشقة أن تلم “ببعض” المستجدات والمعارف الجديدة.
ومن الأسئلة التي أسمعها كثيراً: “كيف سألم بكل هذا القدر الهائل من المعلومات؟” والإجابة الذي أقولها دائماً هي: “لن تلم بهذا القدر من المعلومات ولو حاولت”. المطلوب ليس الإلمام بكل هذا القدر الهائل من المعلومات، فتلك مهمة مستحيلة، ولكن المطلوب هو القراءة باستمرار وبدون توقف، ومن مصادر متجددة وموثوق بها.
في الغرب يتقدمون ليس لأن كل واحد منهم يعرف الكثير، ولكن لأنهم يتشاركون في معرفتهم. فالمعرفة صارت مثل البحيرة التي يدلو كل فرد فيها بدلو فتتجمع فيها المياه وتصير متاحة لكل من يرغب في النهل منها.
ومما يزيد من عبثية المسألة أن المعلومات لا تتدفق فقط وإنما تتغير وتموت 🙂 يعني باختصار يمكن أن تقضي الكثير من وقتك في تحصيل معارف معينة ثم تجدها “في الباي باي” 🙂 لقد حدث هذا معي مرات عديدة. لن تخيل كم المجهود الذي بذلته في تعلم لغة التجميع assembly رحمها الله، ونظام تشغيل دوس الذي لقى حتفه تحت عجلات ويندوز، وإجراءات واجهة البرمجة في ويندوز التي قتلتها حمى الدوت نت.. 🙂
ذات مرة، كنت أجلس مع صديق لي وتحدثنا حول هذا الموضوع. ومن أجل الطرافة، حاولنا أن نذكر أكبر عدد من لغات البرمجة التي لا نعرف عنها شيئاً. تخيل إننا نحاول أن نحصر اللغات التي لم نقرأ عنها أي شيء.. ولكننا فشلنا.. 🙂
تخيل.. بعد عشرات السنوات من القراءة المستمرة النهمة.. هناك لغات برمجة لا أعرف حتى اسمها .. 🙂
وعند كتابة هذا المقال، ولأننا مع وجود جوجل في حياتنا صرنا نعيش في عصر “النعنعة” المعلوماتية، فإنني “أشعلت” كروم وكتبت فيه عبارة programming languages. طبعاً عرض علي جوجل عدة ملايين من الارتباطات لمحت منها ارتباطاً لموقع ويكيبيديا (بالمناسبة، جوجل وويكيبيديا بيستهبلوا لأنهم بيطلبوا الترجمة بالتطوع.. حاجة تجنن.. ناس تكسب مليارات و “مستخسرة” كام مليون في المترجمين.. طب بالله ناكل عيش إزاي :)).
في موقع ويكيبيديا وجدت مقالاً رائعاً عن لغات البرمجة، ثم وجدت مقالاً يسرد جميع لغات البرمجة. طبعاً أول مرة قرأت هذا المقال لم أتمكن من الاحتفاظ بفكي في مكانه 🙂
تخيل أن هناك لغة برمجة تُسمى Water؟ وهناك لغة أخرى تُسمى Whitespace هذا بالإضافة إلى عشرات اللغات التي يشك الإنسان حتى في نطق اسمها بشكل صحيح.
بالطبع لكي تحقق أي تقدم يذكر، عليك أن تتخصص وتركز في لغة أو مجموعات لغات معينة، مثل لغات دوت نت. ولكن حتى في هذه الحالة، ستجد كماً هائلاً من التفاصيل التي تجعل الكثير من المبتدئين يحجمون عن الدخول في المجال أصلاً. ولكن هذا الإحجام ناتج عن تصور خاطئ، وهو أنك –كمبتدئ أو متوسط أو متقدم- يجب أن “تجيب الديب من ذيله” 🙂 وتقوم بحصر كافة التفاصيل عن كافة أركان المجال الذي تدخل فيه.
هذا ليس صحيحاً، فليس من الضروري أن تلم بكافة التفاصيل ولكنك مطالب بالقراءة المستمرة دون توقف. كما أنك مطالب بالمرونة، والتي قد تعني في بعض الأحيان التخلي عما تعرفه واحتضان التقنيات الجديدة التي تنسف كل ما بذلت مجهوداً خارقاً في معرفته من قبل 🙂
ومن أفضل الأقوال التي قرأتها مؤخراً أن من يعمل في مجال البرمجة يجب أن يقوم بعملية زراعة معلومات كل عدة سنوات.
الفيديو التالي يعطيك لمحة عن ضخامة المعلومات وتجددها في عصرنا الحالي.. (ربما يكون من الأفضل أن تخفض الصوت قبل تشغيل الفيديو لأن الموسيقى مزعجة)..
من أجمل ما ورد في الفيديو عبارة أن المعلومات الفريدة في مجال تقنية المعلومات تتجدد كل عامين، وأن الدارس لتقنية المعلومات سيجد أن المعلومات التي تعلمها في السنة الأولى قد صارت قديمة عندما يصل إلى السنة الثالثة..
هل هذا المقال يجب أن يخيفك أو يفت من عزمك؟ على العكس، إنه يجب أن يحررك ويشعرك أنك لست وحدك الغريق في بحر المعلومات، فكل يهتم بالعلم كذلك.
اممممم… بهذه الطريقة ربما أتوقف عن الندم على تركي مجال البرمجة… خصوصا أنني أغرق حاليا في محيط الطب الذي لا يتوقف عن اكتشاف أمراض جديدة دون اكتشاف نصف برشامة تشفيها.. وبعدين يقولك الطب بيتقدم
الأديب الطبيب..
والله منور المدونة..
والله يا أحمد البرمجة أرحم كتير من الطب.. على الأقل في البرمجة تقدر تعمل اللي إنت عايزه وتكتب برامج مليانة “حشرات” بدون مشاكل (شوف مثلاً مايكروسوفت عاملة فينا إيه).. لكن في الطب لا تقدر تطبق اللي تعرفه وأقل غلطة تخلي العيان بتاعك يروح في “أبو نكلة”..
ياااااااااااااااااااااااااااه
ده اتارى موضوع البرمجه ده كبير اوى يا ولاد ومحدش عارف 🙂
وانا اللى كنت ناويه احترف فى مجال الكمبيوتر والبرمجه وابقى زى بابى
ولا بلاش خلينى فى اداره الاعمال احسن 🙂
وانا اعلم بابى اداره الاعمال وهو يعلمنى البرمجه و اهو نطبق سياسه نفع واستنفع 🙂
صباح الخير يا أستاذنا
انا كل علاقتي بالبرمجة أني كنت باحلم ابقى مهندس كمبيوتر وانا في ثانوي وعملت مشروع برنامج (أيام الحاج دوس) كنت تدخله نتايج الدوري يطلع لك مخرجات زي جدول الدوري ورسوم بيانية بأداء الفرق كل أسبوع والهدافين….الخ (طبعا انا عارف انت بتقول علي ايه دلوقتي ههههه)
اما دلوقتي فعايز اقول لك ان اكتر حاجة مزعلاني ان عندي مكتبة لكل اللي جالي من كتب وروايات جديدة ولسه حتى مفتحتهاش وفي آخر احصاء عملته لقيت ان العدد وصل 92 كتاب مطلوب قرايتهم ومفيش وقت + 85 فيلم جديد مطلوب مشاهدتهم ومش عارف الاقي وقت لكده
اعمل ايه؟
محمد عثمان..
لا يا عم، مش ها أقول حاجة المرة دي علشان كل مرة أكلمك وبعدين ضميري يؤنبني.. بس أنا والله خايف عليك 🙂
المشكلة هي إنك حتى لو خلصت كل الروايات اللي عندك وشفت كل الأفلام اللي سارقها (قصدي محملها) من النت، برضه ستتراكم كتب وأفلام جديدة بسرعة كبيرة مرة أخرى.
ثم إنت الله يكون في عونك.. دا كفاية الرواية اللي بقى لها معاك ثلات سنين بترجم فيها 🙂
والله يا استاذى فعلا حاجه تخض انا لما اتفرجت على الفيديو ذات الموسيقى المرعبه اصلا وهى منقصاشى رعب كفايه كنت اللى بشوفه مكتوب فى الفيديو اصلا علشان يرعبنا تعرف استاذ جمال انا فكرت فى ايه فين العرب من كل المعلومات ديه والابتكارات وطبعا احنا ليس لنا محل ولاموقع اصلا من الاعراب
اما عن لغات البرمجه اللى مسمعناش عنها احنا بس نعرف عن اللى سمعنا عنه والتانى بقى ربنا موجود ههههههههههههه ولا اقولك انا حعمل زيارة للكتور اياه اللى بالى بالك بتاع الاله الحاسبه ده وهو الراجل مش حيأخر ان يعقدنى فى البرمجه وسنينها اصل نسيت اقول لحضرتك ان الدكتور السايق ذكره واخد الدكتوراه بتاعته من انجلترا وعمار يابلد الفرنجه عمار
مؤمن..
مرحباً بك في أولى مشاركاتك في مدونتي..
الأمل دائماً موجود يا مؤمن.. ومشكلة تدفق المعلومات يعاني منها الشرق والغرب على السواء، ولكن المشكلة في العرب أكبر..
وطبعاً الأمل في الأجيال الجديدة اللي انت منهم .. 🙂
استاذى العزيز جمال عمارة …
أولا اشكرك على الموضوع الخطير و الفيديو الجامد جدا ،
أحب اذكر حاجة (لأن فى ناس إتحسرت لما قريت الموضوع )مبرمجين ال Assembly لما حولو للغات تانية زى ال Visual Basic او ال C# أو حتى الجيل الأقدم اللى حول ل Visual Basic 6.0 الناس دى ما خسرتش حاجة بل بالعكس زادو خبرة ، يعنى على ما أتذكر ، كان مطلوب لشركة برمجيات كبيرة مبرمج دوت نت خبرة 5 سنين على الأقل مع خبرة فى Visual Basic 6.0 براتب خــــيـــــالى (تقريبا كانو بيطورو حاجة قديمة ) أيضا معظم الشركات الكبيرة اللى فى ايدها سوق البرمجيات زى Microsoft و Sun Micro Systems سياستهم مش بتخلى الواحد يرمى القديم بل بالعكس يزود عليه ، حتى لو إتضطرو أن يبقه فيه Inner Work أكتر فى المنتج بتاعهم ….
كمان ال Assembly و ال C و أخواتهم ما يعتبروش “مراحيم” أوى يعنى ، لسة برضه فيهم الروح 🙂 …
بصراحة انا كان فى فى دماغى فكرة كدة و هى أن الFaceBook و ال Chatting مضيعة كبيرة للوقت و بيسببو الملل و الأحباط لكن بصراحة مقالة حضرتك و الفيديدو الجميل أثبتولى إنها صح 100% (القراءة أفضل عشرات المرات)
و على فكرة القراءة و التعلم شئ و العمل شئ تانى خالص ، انا قضيت حوالى 4 شهور أحوم حول الدوت نت قبل الإصطدام بسوق العمل أو ما يسمى ب Real World Applications الحقيقة فى معظم الأوقات بيكون البرنامج اللى بكتبه أفضل عشر مرات من الكتاب اللى بقرأه ( دة ما ينفيش ان الكتاب هو الأساس)
أسف على الإطالة بس المقال شدنى كثيرا و أكّد فى نفسى أشياء أكثر …
شكرا مجددا أستاذى العزيز الله لا يحرمنا منك و من مقالاتك الذكية
بسادة
ولدي بسادة..
إنت فين يا بني؟ يعني ينفع التدوينة تقعد لغاية ما تحمض قبل ما تعلق عليها؟
أولاً.. لا يجب أن يسبب المقال أي حسرة لأي شخص 🙂
ثانياً، أنا ما قلتش إن فيه حاجة بتضيع.. طب تعرف أنا لغاية دلوقتي بالاقي مواقف باستفيد فيها من أوامر دوس العادية. على سبيل المثال، في مواقف كتير باستخدم أمر Ren علشان أغير أسماء أو امتدادات مجموعة كبيرة من الملفات، وباستخدم أمر Copy لأغراض كثيرة.
ما قلته هو إنك يجب أن تتحلى بالمرونة لكي تكتسب المعارف الجديدة حتى إذا كان هذا سيعني التخلي عن الأدوات التي تجيدها وتشعرك بالراحة. ولكن هذا لا يعني أن الأدوات القديمة ستنعدم فائدتها تماماً.
مثلاً، المبرمج اللي ذكرته إنت واللي استفاد من معرفته بفيجوال بيسيك، هل كان سيحصل على نفس الفرصة لو أنه تمسك بفيجوال بيسيك 6 ولم ينتقل إلى عالم الدوت نت؟
هذا لا يعني أننا يجب أن نجري ورا كل حاجة جديدة فوراً. فمثلاً، لغاية دلوقتي أنا “باحوم” حول تقنية WPF وكتبت بيها حاجات بسيطة خالص بس علشان أتعرف عليها ولكنني لم أدخل فيها بالمعنى..
المثال اللي قلته عن إن الشركات بتحافظ على القديم مش دايماً بينطبق.. يعني مايكروسوفت كانت حافظت على حاجة لماحصلت النقلة من برمجة دوس إلى برمجة ويندوز، ولا لما حصلت النقلة من البرمجة الإجرائية باستخدام واجهة التطبيقات API إلى برمجة الكائنات باستخدام MFC؟
الفكرة الأساسية التي طرحتها هي أننا لا يجب أن نتمسك بالقديم لأنه مريح، حتى لو كان يؤدي الغرض.
أما بقى مسألة الـ chat والفيس بوك وخلافه فأنا ماليش فيها إلا في حالة التواصل المفيد فقط.. 🙂
لا تتأسف على الإطالة بل على العكس أشكرك عليها لأن التعبير عن وجهات النظر المختلفة يثري معلومات الجميع 🙂
نورت المدونة يا ولدي..
السلام عليكم..
والله يا أستاذنا أنا متابعة وبقرا كل التعليقات – قبل ما حضرتك تقول لسه فاكرة يا بنيّتي 🙂 – لكن التعليقات كلها أخذت مسار البرمجيات والكمبيوتر, وأنا لست مختصة لقول رأي مفصّل, لكن موضوع البرمجة ده واضح إنه موضوع كبير 🙂 ..
لكني أتفق مع حضرتك في إن بحر العلم عموماً ليس له نهاية ودائماً ما يظهر الجديد الذي يسعى الإنسان لمعرفته, ومواكبته في أي مجال كان, سواء برمجة أو غيرها..
علياء..
أيوه كده.. مش مهم يكون الموضوع مثير بالنسبة ليكي.. المهم إنك تنوري المدونة ويكون نفسك معانا..
تحياتي
ربنا يخليك يا أستاذ جمال.. منوّرة بأهلها والله 🙂
بس إيه ده ؟!! ده ربنا شفى المدونة من الحول 🙂 🙂 بسم الله الحفيظ..
لأ بقى, خليها تثبت لها على وضع, كده أنا إللي هيجيلي حول.. الشر برّه وبعيد يعني 🙂
بس مش مشكلة والله يا أستاذنا.. حتى لو اتقلبت .. هقف على راسي واقراها برضه, ما أهو يا أنا يا هي 🙂 🙂
احم احم
طيب يعنى امشى انا طيب ولا ايه يعنى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مش واضح يعنى ان فى ترحيب !!!!!!!!!!!!!
@@@#$#%$%^&^*@#$%^^%$
بس ………..
السلام عليكم ورحمة الله
أستاذنا الكبير أستاذ جمال.. طبعاً أنا ليس لي أدنى علاقة بالبرمجة أو بلغاتها إلا إني باستخدم الكمبيوتر… لكن ليس هذا هو المهم… المهم في الواقع هو أني استمتعت للغاية بأسلوب حضرتك وبمعلوماتك الواسعة.. وفعلاً حضرتك عندك حق الواحد طول العمر يظل يتعلم والحمد لله اننا اخترنا الترجمة كمجال للعمل لأنها تجبرنا على القراءة والتحليل والتعلم، والأهم من ذلك كله أنها جعلتنا نتعرف على إنسان في مثل ثقافتك وخفة ظلك. مع الشكر…
أستاذة هبة..
أهلاً وسهلاً يا فندم..
بركة إن حضرتك شرفتي مدونتنا العامرة. وأشكرك على تعليقك ورأيك.
نرجو أن تتكرر الزيارة وتزداد التعليقات.. 🙂