ماذا تفعل عندما تصادفك صورة بلاغية أثناء الترجمة؟ هل تترجم الصورة كما هي، أم هل تسعى إلى استحضار بديل من ثقافتنا يناسبها؟ أم هل تتخلى عن الصورة كلها وتعيد صياغة المعنى فقط.
دعني أضرب لك مثالاً على هذا.
في كتاب “الأسرار الجديدة للكاريزما” تقول المؤلفة عبارة متميزة:
People walk through the door of your expectations.
وسياق الكلام واضح ويحسم المعنى، وهو أن الناس من حولك سيتصرفون بالشكل الذي تتوقعه منهم.
عند ترجمة مثل هذه العبارات، أمامك حلان لا أرى لهما ثالثًا: إما أن تنقل الصورة البلاغية كما هي، فتقول شيئًا مثل: “سيمر الناس من باب توقعاتك” وتترك القارئ يستمتع بتفسير معناها، وإما أن تنقل المعنى بدون الصورة، فتقول شيئًا مثل: “سيتصرف الناس كما تتوقع منهم“.
والاختيار بين هذين الحلين يعتمد على الصورة البلاغية نفسها، فإذا كانت الصورة واضحة وليست مغرقة في المحلية، فالأولى نقلها كما هي. أما إذا كانت الصورة بها العديد من المكونات التي تحتاج إلى شرح، فربما يكون الأولى نقل المعنى.
هنا السياق واضح والصورة البلاغية مفهومة (أو يمكن فهمها بسهولة)، لذلك من الأفضل -في رأيي- أن تنقل الصورة البلاغية كما هي..
أما الخيار الثالث الذي ذكرته في افتتاحية التدوينة، وهو العثور على بديل مناسب من الثقافة المحلية، فهو الأصعب. وباستثناء الحالات الأكثر وضوحًا، في كل مرة كنت أجرب اختيار بديل محلي كنت أظل أتساءل، ربما أكثر مما ينبغي، إن كان هذا البديل يوصل نفس المعنى بمكوناته الصريحة ومعانيه الضمنية..
..