ترويض النمر

tiger-regal
هناك قصة كورية عن إمرأة شابة تدعى “يون اوك” والتى عاد زوجها إلي المنزل بعد ثلاث سنوات من القتال في حرب بشعة. بالكاد كان زوجها يتحدث إليها، وعندما كان يفعل كان يتحدث بخشونة شديدة. كره زوجها الطعام الذي تعده ولم يبد عليه سماع أي شيء مما تقوله. وعندما تجسست عليه في العمل؛ وجدته وحيدًا، يجلس على تلة، ناظرًا إلي حقول الأرز. لم يكن هذا هو الرجل اللطيف، المحب الذي ترك يون اوك للذهاب إلي الحرب.

ذهبت يون اوك إلي ناسك يعيش في الجبل، والذي كان معروفًا بعمل تعاويذ وجرعات دواء سحرية وأخبرته بقلقها. أقر الناسك: “يحدث هذا أحيانًا عندما يعود الشباب من الحروب”. قالت له: “اصنع لي جرعة دواء سحرية لتجعل زوجي يعود كما كان”. فقال الحكيم: “عودي إلي بعد ثلاثة أيام”.

عادت يون اوك إليه بعد ثلاثة أيام، فقال لها الناسك: “يمكن صنع الجرعة التي تريدينها. أجلبي لي شعرة من شارب نمر حي، وسأعطيكِ ما تريدين.” ذُهلت يون اوك: “شعرة من شارب نمر حي! كيف سأفعل ذلك؟” أجابها الناسك وهو عائد إلى كوخه: “إذا كانت الجرعة مهمة لك بالقدر الكافي فستنجحين”.

عادت يون اوك إلي البيت وهي تفكر كيف ستستطيع الحصول على شعرة من شارب نمر. تسللت يون اوك في إحدى الليالي من بيتها، حاملة معها وعاء يحوي الأرز ومرقة اللحم، واتجهت إلي كهف قيل أن نمرًا يعيش بداخله. وقفت بعيدا عن الكهف ثم نادت النمر لكي يأتي ويأكل، ولكن لم يأت أحد.

في الليلة التالية، ذهبت يون اوك إلي كهف النمر، وفي هذة المرة خطت أقرب قليلاً بإتجاه النمر وعرضت عليه الطعام. وفي كل ليلة تالية، كانت تخطو خطوات أقرب إلي الكهف حاملة في يدها الطعام. وشيئًا فشيء، اعتاد النمر على حضورها. وفي ليلة ما، كانت يون اوك على مقربة خطوات من كهف النمر، عندما مشى النمر باتجاهها ووقفا ينظران إلي بعضهما البعض.

في الليلة التالية، خطى كلا منهما خطوة بخطوة نحو بعضهما البعض إلي أن أصبحا يحدقان في عيون بعضهما البعض تحت ضوء القمر. تحدثت يون اوك بنبرة مُهدئة إلي النمر. وبعد كل تلك الليالي وفي هذة الليلة تحديدًا، وبعد أن نظر النمر في عيني يون اوك؛ أكل النمر الطعام الذي تحمله. وسريعًا ما أصبح النمر ينتظر يون اوك في ممر الكهف. كان في استطاعة يون اوك الآن ملاطفة النمر والتربيت عليه.

مرت ستة أشهر تقريبًا، عندما تحدثت يون اوك إلي النمر بلطف قائلة: “عزيزي النمر، يجب أن أقص شعرة من شاربك، أرجوك لا تغضب مني”. وقامت يون اوك بقص شعرة من النمر بلطف. لم يغضب النمر منها، وبسعادة ركضت الزوجة الشابة في الممر في اتجاه منزلها.

وفي الصباح التالي، عادت يون اوك إلي الناسك تناشد إياه قائلة: “ها هي شعرة النمر، اجعل زوجي محبًا ولطيفًا مرة آخري”. تفحص الناسك الشعرة ببطء، سائلاً إياها عن الخطوات التي اتبعتها لتحصل عليها. وعندما اقتنع، استدار وألقى الشعرة في النار.

صرخت يون اوك باكية: “ماذا فعلت! كيف ستصنع الجرعة؟. أريد أن يعود زوجي كما كان.”

أجابها الناسك مرسلا إياها للمنزل: “الجرعة اكتملت، كما استطعتي ترويض النمر، اجعلي زوجك يعود كما كان في السابق”.

من كتاب “ألد عدو، أفضل صديق”
ترجمة: شيماء سعودي

المغزى: بالصبر، والعزيمة، والحسنى يمكنك تحويل ألد أعدائك إلى أفضل صديق.

ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ” (فصلت-34)

2 فكرتين بشأن “ترويض النمر”

  1. تصحيح ناظرا إلي حقول الارز ب ينظر إلى حقول الارز أو يتأمل في حقول الارز

    – لم يكن هذا هو الرجل تصحح ب لم يكن ذلك الرجل هو هذا الرجل الطيف
    -ذهبت يون إلى ناسك — تصحح ب ذهبت إلى حكيم حتى تتناسب مع باقي السياق الدرامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *