عندما تُكشر الحياة عن أنيابها

2479_1526_R114_Muldersdrift-Vehicle-Fire-002

قصة مؤثرة لشاب انقلبت حياته رأسًا على عقب في غضون ثوانٍ قليلة. ولكنه، مثل الكثير من الأشخاص الرائعين، تمكّن من تحويل مأساته إلى قصة نجاح، وتمكن من رؤية الجانب المشرق في واحدة من أحلك لحظات حياته.

..

كشاب صاعد يحب عمله ورجل مسئول عن عربات التليفريك الشهيرة في سان فرانسيسكو، لم يكن صديقنا دبليو. ميتشل يتوقع أن تتغير حياته بشكل كبير. في عمر الثامنة والعشرين، كان وسيمًا، أعزب، ويستمتع بالتفاعل اليومي مع السياح. كان لدى ميتشل هدفان يحاول تحقيقهما. الأول أن يحصل على رخصة الطيران، والآخر أن يشتري دراجة نارية جميلة من شركة هوندا. أخيرًا، تحقق هدفاه في يوم لا ينسى.
في ذلك اليوم، بعد اجتياز عدة دروس في الطيران، كان عليه أن يطير بمفرده بدون مدرب، فقط هو والطائرة وسماء شاسعة عليه استكشافها. أنهى ميتشل رحلته بدون مشكلات، وكان منبهرًا بهبوطه الناجح. استمتع بعدها بجولة هادئة داخل البلدة على دراجته النارية الجديدة اللامعة. وياله من تحول الذي شهده ذلك اليوم!
أثناء عبوره إشارة خضراء في تقاطع طرق، لم يلحظ ميتشل شاحنة نقل الغسيل التي اصطدمت به وطرحته هو ودراجته النارية أسفل السيارة. في غضون لحظات انفتح غطاء البنزين وبسبب الوقود والحرارة أحاطت بميتشل كرة من النار. كاد ميتشل أن يموت لولا التدخل الشجاع لبائع سيارات كان يقف في الزاوية، الذي انطلق بسرعة من وكالته حاملًا مطفأة حريق وأخمد النيران. نُقل ميتشل إلى المستشفى مصابًا بإصابات خطيرة. كان وجهه محترقًا تمامًا وتم بتر يديه. الحياة التي بدت واعدة انتُزعت تقريبًا في لحظات. في الأشهر التي تلت ذلك كان ميتشل يمر بمرحلة مؤلمة وبطيئة من إعادة التأهيل. تطلب وجهه عدة جراحات تجميلية. وكانت الجروح في جسده شديدة جدًا لدرجة أن ارتداء أية قطعة من الملابس كانت تعذب جلده الحساس.
لكن، وعلى الرغم من كل ذلك، نجى ميتشل من الموت. كانت هناك مواقف صعبة تواجهه، كسخرية أطفال المدرسة منه بمناداته “وحش! وحش!” كلما سار بجوار المدرسة. كان ميتشل يعيش حياة جديدة، حياة مختلفة تمامًا عن أحلامه وطموحاته.
انتقل لبلدة صغيرة في ولاية كولورادو تسمى كريستد بات وبتصميم شديد نجح في استعادة رخصة الطيران. وكذلك بدأت الحياة في التحسن. بدأ ميتشل العمل مع اثنين من أصدقائه وأنشأوا شركة Vermont Castings، ومن المفارقات أنها كانت شركة لأفران حرق الخشب! نجح المشروع جدًا، وأصبح ميتشل رئيس مجلس الإدارة. وذات يوم بارد وجاف من أيام الشتاء، بعد أربع سنوات ونصف السنة من الحادثة النارية في سان فرانسيسكو، أخد ميتشل بعض أصدقائه في جولة بالطائرة. لكن، بمجرد إقلاع الطائرة، أدرك ميتشل أن هناك مشكلة ما؛ لم تكن الطائرة تطير بشكل سليم. تعطلت الطائرة وتوقفت الأجنحة عن العمل، وبدلًا من أن يستطيع ميتشل عمل هبوط اضطراري، سقطت الطائرة على الممر. خوفًا من النيران، حث ميتشل الركاب على الإسراع في الخروج، وقد فعلوا، لكن الألم الذي شعر به ميتشل في ظهره منعه من اللحاق بهم. اتضح أنه قد أصيب بالشلل، وأخبروه أنه لن يستطيع السير مرة ثانيةً!

ما هو رد فعلك إذا كنت في مكان ميتشل؟ هل هذا عدل؟ حادثة مأساوية واحدة أمر سيئ بما فيه الكفاية، لكن أن تُصفع بتجربة مدمرة أخرى! إنه أمر يفوق الاحتمال لأغلب الناس.
يقول ميتشل: “الأمر كان بالغ الصعوبة”. وهذا ما تلى تلك الحادثة. أصبح دبليو. ميتشل رئيس بلدية منتخب لكريستد بات. وكُتب على الشعار الانتخابي الذي يرتديه، “ليس مجرد وجه جميل” وانتصر بعدها على أكبر شركة تعدين في العالم بمنعهم من تدمير جبل جميل كان خلفية للبلدة. واصل دبليو. ميتشل تقديمه للبرنامج الإذاعي الخاص به، وهو الآن يسافر لجميع أنحاء العالم ليلهم مستمعيه برسالته الخالدة:

“ليس المهم ما يحدث لك، المهم ما تفعله أنت حياله؟”

..

من كتاب “قوة التركيز”

ترجمة: مادونا سلطان

1 أفكار بشأن “عندما تُكشر الحياة عن أنيابها”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *