توقعاتك تحدد مدى سعادتك

    Danger-Expectation

    إن لم تكن سعيدًا تمامًا في حياتك، وإن كنت تقضي وقتًا طويلًا راغبًا فيما لا تملك، فلعلها فكرة جيدة أن تلقي نظرة عن قرب على توقعاتك. إن فعلت ذلك، فقد تكتشف أنك وضعت نفسك في مهب الفشل والتعاسة دون دراية منك بما تفعل.

    للأسف، إلى أن نفيق، معظمنا لا يضعون معاييرهم الخاصة بهم. بالأحرى، نحن غير واعين، ونمضي في الحياة حاكمين على توقعاتنا وفق معايير واعتقادات لسنا حتى مدركين لها. لا شيء جديد أو استثنائي في هذا. فكلنا نفعل ذلك. فإلى أن نصبح مدركين للأمر، معظمنا يقبل فقط بلا تفكير الأفكار والمعايير والتوقعات التي تبثها المجتمعات التي نعيش فيها. هذه الرسائل ونظم المعتقدات تحيطنا في كل مكان حولنا، ونحن باستمرار نتلقى إشارات من عائلاتنا وأصدقائنا، ومن الإعلام والتليفزيون، ومن مدارسنا وأماكن عملنا، ومن ساستنا وقادتنا. ونحن بلا تفكير نقبل الكثير من هذه المعتقدات والمعايير والقصص، لأن هذه هي الطريقة التي عليها ترعرعنا. لم يعلمنا أحد أن نشك في هذه المعتقدات. لم يعلمنا أحد أن نسأل أنفسنا – هل هذا حقيقي؟ هل هذا جيد بالنسبة لي؟ هل سيجعلني سعيدًا؟ لم يعلمنا أحد أن (نعي) ماذا يحدث. كما لم يعلمنا أحد أن ندرك الفارق بين الواقع وقصصنا.

    لذلك، بالنسبة لكثير منًا، لا نفيق أو نبدأ في التشكك في معتقداتنا إلا إذا وجدنا أنفسنا في تعاسة مزرية أو في أزمة طاحنة. فليس هناك أفضل من الأزمات الشديدة لكي تجبرنا على أخذ الوقت في التحقيق والسؤال عما نحن نؤمن به حقًا. وعندما نفعل ذلك، فهناك فرصة جيدة للغاية أن نكتشف العلاقة بين قصصنا ومعاييرنا وأحكامنا التقديرية — وسعادتنا ورفاهيتنا.

    من كتاب “هل أنت سعيد الآن؟”

    تأليف: باربرا بيرجر
    ترجمة: منار عاطف

     

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *