أنت هناك!
لا تخف!
أنت لا تعرفني
ولكن لمحت فيك شيئًا مني فألفتك..
أريد أن أتواصل معك..
أحدثك عن نفسي قليلاً..
وأكشف لك عن بعض أسراري..
أنا من المُحلّقين في الهواء
ممن يعشقون الضوء
ويرقصون طربًا تحت زخات المطر
ممن ينتشون عشقًا حين يسمعون حفيف النسيم على أوراق الشجر
ويرتفعون بأذرعهم حين تهب لطائف الرياح
فيرتقون في الهواء
ويظلون يمتطون صهوة التيارات الرافعة
فلا يكادون يبذلون جهدًا في البقاء
فوقًا هناك
فوق الألم والتناحر والعناء
فوق الدبيب والنحيب والبكاء
فوقًا هناك
حيث الهدوء والصفاء
حيث السكينة والرضا
لا يملّون يمعنون فيمن وفيما تحتهم
إلى أن تتجدد طاقتهم
ويعيدون شحن أرواحهم
ولا تضيرهم العودة مجددًا إلى الأرض
فيهبطون
ويسيرون مع الناس
فلا يعرفهم أحد
ولا يكاد يلحظهم أحد..
أتود التحليق معي؟
ربما آتي لآخذك في المرة التالية.
ولكن عليك أن تتخفف من الكثير مما تحمله
فالتعلق يعوق الارتقاء..
—–
الصورة والكلمات عليها: محمود الرخم
استُخدمت عشمًا في أنه لن يمانع 🙂