المرأة الحلم

    ستيني أشهب وسيم، ابتسم حين سمعني أضحك على الهاتف.

    حييته فعرّفني بنفسه، فاندمجنا سريعًا.

    لا بد أنني نكأت جرحًا غائرًا بسؤالي، فقد قطب جبينه، وأشاح بوجهه وكأنه يُبعد ذكرى مؤلمة عن ذهنه.

    “دعني أخبرك بما أريده حقًا في هذه الحياة.

    لم أرد مالًا ولا جاهًا قط.. لم أطمع في منصب، ولا في شركة أصول فيها وأجول.. لم أطمع حتى أن أفعل مثلما تفعل أنت.. أن أجوب العالم أزور البلدان مثلك..

    لم أحلم بأي من ذلك قط.

    جل وكل ما حلمت به أن أجد امرأة تصحبني في دنياي

    امرأة أكتفي بها عن العالم”

    تمهل قليلًا فلم أشأ أن أضيّع الفرصة. فأخرجت هاتفي وقلت له: “وما هي شروط هذه المرأة؟ طالما تتمناها بقوة هكذا فلا بد لديك صورة كاملة عنها.. هيا.. أنا أدوّن.. أخبرني بكل الصفات التي تريدها فيها”..

    رجع قليلًا إلى الوراء وتنهد مبتسمًا، ثم قال: “اكتب..

    أريدها امرأة تريح خاطري

    أطمئن إلى جوارها حين أنام في سريرها

    تحمل أطفالي وتحسن إليهم

    تقرأ أفكاري دون أن أصيغها في كلمات

    تُظهر قوة بعيدًا عني وضعفًا في حضوري

    تستفز رجولتي وتحتمي بين ذراعيّ

    أشتاق إلى الجلوس أمامها لأتأمل ملامحها

    أكتب لها شعرًا، وأتحسس كل يوم أناملها

    أريدها أن تتيه بدلالٍ يُذهب عقلي

    وإن ضحكتْ تهتز جنبات قلبي

    ..”

    توقفت عن التدوين وابتسمت، فقال: “مللت؟”

    رددت مبتسمًا: “لا والله، بل التدوين يأخذ بعض متعتي وأنا أستمع إليك.. أكمل..”

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *