هل تحب الخيال العلمي؟
هل تحب أن تشاهد فيلمًا لن تفهمه إلا بعد عدة مرات من مشاهدته؟
هل تحب أن تشاهد فيلمًا كل مشهد فيه تم التخطيط له والتفكير فيه بعناية؟
إذن، ستحب فيلم “العقيدة” Tenet.
مثل الكثيرين من عشاق كريستوفر نولان (مخرج Inception و Interstellar)، كنت أنتظر بشدة الحصول على نسخة محترمة من Tenet لأنني لن أذهب -تحت أي ظرف- إلى دار السينما لمشاهدته.
الفيلم قائم على فكرة أساسية غير مستغربة في أفلام الخيال العلمي: العودة إلى الماضي، ولكن بتنويع جديد. تمكن البشر في المستقبل من ابتكار آلية لعكس مسار الزمن وحركة الأجسام.
ولأن الأجيال الحالية من البشر -أنا وأنت- أفسدوا الكوكب، وتسببوا في الاحتباس الحراري الذي أدى إلى ارتفاع مياه المحيطات وتحويل الكوكب من جنة تأوي الحياة إلى مكان يصعب العيش فيه، قرر بعض البشر من المستقبل التواصل مع الماضي وتدمير كل البشر فيه.
وبالتأكيد وجدوا من يتعاون معهم: تاجر أسلحة روسي فاحش الثراء مصاب بمرض غير قابل للعلاج في البنكرياس. هذا التاجر أعجبته فكرة أن ينتهي العالم معه حين يموت، فاتفق مع المستقبليين على تفجير قنبلة نووية تبيد العالم عند وفاته.
يبدأ الفيلم بأحسن افتتاحية يمكن أن تشاهدها، ويأخذك بكل قوة إلى قلب الأحداث. لا يوجد مشهد واحد مترهل أو متمهل. المخرج لن يتوقف للحظة واحدة ليمنحك فرصة لكي تستجمع ما يُقال أو تلتقط ما يظهر على الشاشة.
في كل الأحوال لن تفهم الفيلم من أول مشاهدة، فلا تبذل مجهودًا لذلك. وعندما تعود إليه مرة أخرى، ستستمع أكثر بالمشاهد المعكوسة، وبالتداخل بين الحركة للأمام والحركة للخلف، وبالعودة إلى نفس الأحداث من تسلسل مختلف، وستحاول -إن كنت ذكيًا بما يكفي- أن تفهم ما خفي عليك في المشاهدات السابقة.
بكل تأكيد لديّ تحفظات على الفيلم، ولكنه عمل فريد. فيلم مختلف يستحق المشاهدة عدة مرات.
أنا لا أقوم بالكثير من المراجعات للأفلام، فقط تلك التي تثير اهتمامي وتجبرني على الكتابة عنها.
إذا كنت تنوي مشاهدة الفيلم، وتظن أنني حرقت لك بعض أحداثه، فلا تبتئس. اذهب وشاهد الفيلم وستجد أنني أسديت لك معروفًا.