هل تعرف أن الفيلة هي أقوى الثدييات التي تعيش على الأرض؟ إنها حيوانات قوية للغاية حتى إن ذكر الفيل بإمكانه أن يرفع قطعة خشبية تزن 500 كجم بواسطة خرطومه، وبإمكانه حتى أن يسقط شجرة أرضًا.
إذًا، كيف يتمكن مربو الفيلة من منع هذا الحيوان ذي القوة الخارقة من الهروب إلى أي مكان؟ كل ما يقومون بفعله هو تقييد ساق الفيل باستخدام حبل أو سلسلة إلى وتد مثبّت في الأرض. وبمجرد أن يتم تقييد ساق الفيل إلى الوتد، لن يقوم الفيل بالهروب.
هل تعتقد أن الفيل لديه القوة لقطع الحبل؟ بالتأكيد، فهو يملك القدرة على إسقاط شجرة! ولكن، لن يحاول الفيل قطع الحبل والهروب لأنه يؤمن بعدم استطاعته القيام بذلك.
لماذا؟ السبب هو أنه عندما يكون الفيل صغيرًا، يقوم مربوه بوضعه في برنامج لغسيل المخ، حيث يقومون بتقييد ساق الفيل الصغير إلى عصى مثبتة في الأرض. ولأنه ما زال صغيرًا، فهو لا يملك القوة على قطع الحبل، حتى إن قام بشده بكل ما أوتي من قوة.
بعد ساعات من محاولة جذب الحبل، لن يحصل الفيل الصغير على شيء سوى عدة جروح وكدمات في ساقه. وبعد ساعات من الإحباط والألم من جراء “المحاولة”، يستسلم الفيل في النهاية، ويؤمن بأنه من المستحيل أن يتمكن من قطع الحبل.
بعد مرور سنوات، وعلى الرغم من أن الفيل كبر ليصبح أضخم وأقوى عشرة أضعاف ما كان عليه، لن يقوم حتى بمحاولة جذب الحبل أو السلسلة والهرب للحصول على الحرية. فالفيل أصبح مسجونًا في زنزانة معتقداته!
على قدر غرابة ذلك، فإن الأمر ذاته يحدث لمعظم البشر! العديد من الأشخاص لديهم القوة لتحقيق النجاح الذي يريدون. ولكن، تمنعهم معتقداتهم السلبية من مجرد المحاولة. فقبل أن يفعلوا أي شيء، يخبرهم عقلهم: “لا يمكنك القيام بذلك!”، “من المؤكد أنك ستفشل!”. لذلك لا يحاولون فعل أي شيء. فمعظمهم لا يدركون حتى ثلث القوة الكامنة التي يملكونها.
من كتاب “أسرار المراهقين الناجحين”
تأليف: آدم كو
ترجمة: منى محمود