ربما يبدو هذا مناقضًا للبديهة، ولكن إحدى أفضل طرق مواجهة الإرهاق هي ممارسة التمارين. ومن الممكن أن نستخدم الشعور بالإرهاق كذريعة لتفادي ممارسة التمارين، ولكن هذا أسوأ وقت نفوّت فيه التمارين. وانتهى تحليل شامل لما يزيد على 70 محاولة إلى أن ممارسة التمارين أكثر فعالية في إزالة الإرهاق من الأدوية الموصوفة لهذا الغرض. وقد انتهت هذه الدراسة أيضًا إلى أن كل شخص تقريبًا، بدءًا من البالغين الأصحاء إلى مرضى السرطان وكذلك المصابين بأمراض مزمنة مثل السكر والقلب، يستفيدون من ممارسة التمارين.
وأحد الأسباب الأساسية وراء ممارسة الناس للتمارين بانتظام هو أنها تجعلهم يشعرون بإحساس أفضل عن أنفسهم وعن مظهرهم، فهي بذلك تحسّن من ثقتهم. وإذا مارست التمارين اليوم، فستكون أكثر عرضة بضعفين لأن تشعر بأنك جذاب جسديًا غدًا. والشعور بالجاذبية ليس مهمًا لثقتنا بأنفسنا فحسب. فقد اكتشف باحثون من جامعة كولومبيا أن تصوراتنا النفسية لصورة الجسم من الممكن أن تكون على القدر ذاته من الأهمية الذي تحظى به القياسات الموضوعية، مثل مؤشر كتلة الجسم.
ولا يوجد سن أقصى لاكتساب عادات صحية لممارسة الرياضة أو رخاء بدني مزدهر. وقد أجاب ديف، البالغ من العمر 88 سنة، بـ “لا” قاطعة عندما سألناه إن كان يعاني من أي مشاكل صحية تمنعه من القيام بأشياء يمكن لمن هم في مثل سنه القيام بها بصورة طبيعية. ويفيد ديف بأنه لا يعاني من أي آلام يومية. وربما يكون هذا بسبب أنه يستيقظ في السادسة صباح كل يوم، ويمارس المشي لمسافة طويلة، ويقوم بأعمال الحديقة الخاصة به ويصلح ما يحتاج إلى إصلاح في منزله، ويصلح الأشياء بانتظام لأطفاله. وكما عبر ديف: “دائمًا ما أبقى مشغولًا. كما أنني أقرأ، ولدي كمبيوتر أستخدمه، لأنك لو لم تستخدم كل أعضاء جسمك، بما في ذلك عقلك، فلن تشعر أنك على ما يرام”.
ورغم أن ديف متقاعد، ولم يعد يسافر بالقدر الذي اعتاد عليه، فإنه ما زال يذهب إلى نزهات للعب الجولف مع أصدقائه ويلعب الكثير من الجولات كل عام. وكل يوم، يمارس ديف التمارين النشيطة لمدة 30 دقيقة بالإضافة إلى المشي. ثم يضيف بعد ذلك ما لا يقل عن 10 إلى 12 دقيقة يوميًا يمارس فيها تمارين الإطالة. حتى وهو في الثامنة والثمانين من عمره، يشعر ديف بأنه بخير جسديًا، ولديه قدر كبير من الثقة في مظهره. وعندما سألنا ديف عن الذي يقوله طبيبه عن الطريقة التي يدير بها صحته، أخبرنا أنه زار لتوه الطبيب في اليوم السابق للقائنا، وقد قال الطبيب بحماس: “أيًا ما كان ما تفعله، فاستمر في فعله!”.
من كتاب WellBeing
ترجمة: هبة آدم