عام 1985, ظن بوبي بيتروشيلي أنه يملك كل شيء: وظيفة عظيمة؛ حيث كان يعمل مدربًا رياضيًا في مدرسة تكساس الثانوية, وزواجه من “آفا” -حب حياته- منذ عامين ونصف. في تلك الليلة, عاد إلى المنزل في العاشرة والنصف مساءً، وأكل صحنًا كبيرًا من مكرونة الريجاتوني -أحد الأشياء التي يعشقها. جلس هو وزوجته آفا على الأريكة كما كانوا يفعلان دائمًا, وتحدثا بهدوء عن يومهما وعن اقتراب إجازات الأعياد. وعندما ذهبا إلى النوم في تلك الليلة, كانا في منتهى السعادة.
الشيء التالي الذي رآه بوبي, أنه كان ينظر إلى الأضواء الأمامية لشاحنة صغيرة. نزل رجل من الشاحنة وسأله: “هل هناك أحد آخر في المنزل؟”. نظر بوبي حوله. لقد اختفى فراشه. وآفا أيضًا قد اختفت. امتلأت الغرفة برائحة القطران والكاوتشوك المحترق.
كان سائق الشاحنة التي تبلغ حمولتها ثلاثة أرباع طن يشرب في تلك الليلة. في الواقع, كان مخمورًا -كانت نسبة الكحول في دمه 0,19 أي ضعف النسبة المسموح بها قانونيًا تقريبًا. كان يقود مسرعًا بسرعة 70 ميلًا في الساعة عبر حقل عشبي, ثم ارتفع لمسافة 313 قدمًا -أطول من ملعب كرة القدم- وحطم مباشرة جدار منزل بوبي. عندما اصطدمت الشاحنة بكتلة الأساس الخرسانية, طارت في الجو للحظة, ثم سقطت فوق بوبي وآفا وهما نائمان. استقرت الشاحنة فوق بوبي تمامًا, داهسة إياه بالكامل. الإطارات, التي كانت لا تزال تدور, أحرقت الكاوتشوك الساخن في رجله, وظهره, وبطنه. واستمرت الشاحنة في السير, وألقته فوق غطاء المحرك وحملته خارج غرفة النوم لمسافة خمسة وعشرين قدمًا داخل المنزل حتى وصل إلى غرفة الطعام, حيث حطم وجهه النافذة.
بينما كان بوبي راكبًا على غطاء المحرك, كانت آفا تحتها, ملفوفة داخل الملاءات والمرتبة. بينما كانت الشاحنة تدور داخل المنزل, كانت تجر آفا معها. لاحقًا, علم بوبي أنه عندما هبطت فوقها الشاحنة, طردت الهواء خارج جسمها. في نفس الوقت, التفت الملاءات والمرتبة حول وجهها وجسمها بإحكام فلم تستطع التنفس على الإطلاق. لقد ماتت نتيجة للاختناق, وهي ملفوفة في ملاءة فراشهما. لقد استغرق الأمر ثلاثين دقيقة لإخراج جسدها من تحت الأنقاض. عندما وجدوها, لم تكن مصابة بأي خدش أو كسور.
من البداية إلى النهاية, استغرقت الحادثة عشر ثوان. تحطمت كل آمال بوبي وأحلامه بالزواج السعيد والمستقبل مع آفا. كل ما كان يستطيع التفكير فيه هو تلك الثواني العشر. عشر ثوان يمكنها تغيير حياة للأبد.
..
من كتاب “تخلص من لكن”
تأليف: شون ستيفنسون
ترجمة: آية السيد