الشكاءون هم فرع من العائلة التي تضم البكائين والمنتحبين والندابين. لو فاز أحدهم بالجائزة الكبرى لقال على الأرجح: “مجرد حظ، وللأسف الجائزة ليست مضاعفة في هذا الأسبوع”. إن التركيز على الجوانب الإيجابية محرم عليهم. والحياة بالنسبة لهم تبدو كرحلة عليهم تحمل قسوتها لا الاستمتاع بمباهجها، ولهذا تفوتهم الكثير من متع الحياة.
إن سعادتهم لا تكون إلا في تعاستهم.
وبهجتهم هي أن يكون هناك ما ينتحبون لأجله.
وهم يحتضنون البؤس والشقاء كصاحب عاد بعد طول غياب، ويلبسون رداء الكآبة والحزن كما يرتدي أحدنا معطفه القديم الأثير عنده. إن لديهم الكثير الذي يقولونه عن أخطاء هذا العالم، وكيف أنه ليس لدى “الإدارة” أو “الحكومة”… إلخ أي فكرة عما يحدث. إن تركيزهم منصب على المشكلات، أما الحلول فليست مسئوليتهم؛ فعلى شخص آخر التوصل إليها. ومهمتهم هي تذكير الآخرين بأن هناك الكثير من الأشياء السلبية التي تبعث على التعاسة والشقاء.
الأنين الدائم للأشخاص الشكائين ونظرتهم المتشائمة للحياة يمكن أن يضعفا من الروح المعنوية لدى الآخرين. وهم يعبرون عن آرائهم حتى وإن لم يطلب منهم ذلك. إن مجرد وجودهم في العمل أو البيت، أو في أي تجمع اجتماعي، يمكن أن يشبه وجعاً خفيفاً في الأسنان. ليس شديداً لدرجة تستدعي خلعها، ولكنه ينتقص من إحساسك بالاستمتاع. وهم إما يجتذبون أمثالهم من الشكائين، وإما يجدون أنفسهم مضطرين للتعود على العزلة والوحدة بسبب تجنب الناس لهم (مما يعطيهم فرصة أخرى للأنين والشكوى من قسوة الآخرين).ستحتاج إلى المناورة بحماسك وإبداعك ونشاطك لتنجو بها عندما تتعرض للقصف بتعليقات الشخص الشكاء. كما أن وابل السلبية الذي يصدر عنهم يمكنه أن يفت في عضد حتى أكثر الناس إيجابية وتفاؤلاً. وربما ما يقلق أكثر أنه لو كان الأب أو الزوج من هذه الشخصيات، يمكن أن يفقد أبناءه أو شريكة حياته الإيمان والثقة بالنفس.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحنا على وعي بالمخاطر المحتملة للتدخين السلبي؛ بمعنى أنك لا يجب أن تكون مدخناً لتعاني من أضرار التدخين، بل يكفي أن ترافق أشخاصاً مدخنين. ونفس الشيء ينطبق على سلوك الشخص البكاء. فلو أنك قضيت وقتاً كافياً مع مثل هذه الشخصيات، فمن المحتمل أن تلوث تعليقاتهم عقلك، وتغير نظرتك للأشياء.
تحذير حكومي: التواجد مع الأشخاص الشكائين ضار جداً بصحتك.
من كتاب SUMO Your Relationships
من منشورات مكتبة جرير
ترجمة: حسام بيومي
السلام عليكم
للأسف هذه الفئة من البشر موجودة وبكثرة، وكما أوضح الكاتب فإن ألسنة لهيبهم لا تحرقهم وحسب بل تطول من حولهم. (بس دول أكيد تعبانين، فيهم حاجة مش طبيعية، أنا لو أعرف حد كده ….). ويجب أن نشجع أنفسنا ومن حولنا لا أن نثبطهم. كما يجب أن تكون لنا القدرة على تحمل مسئولية تصرفاتنا، وألا نلقي بأخطاءنا على أكتاف الآخرين.
Before i forget, some words are beautifully translated.
فعلاً التواجد مع مثل هؤلاء الأشخاص مضر جداً بالصحة.. كأنهم بيدوّروا على حاجة تنكد عليهم ويستمتعوا بالجو الكئيب إللي بيعيشوا نفسهم فيه..ربنا يكفينا شرهم
(وكالعادة يا أستاذ جمال اختيار رائع للصورة يتناسب مع الموضوع .. بس هو مين إللي بيعيّط ده؟! لطفي لبيب؟؟ 🙂 🙂 )
علياء..
عارفة المشكلة إيه يا علياء.. إننا لو حاولنا أن نبتعد عن هؤلاء الأشخاص.. فيجب علينا أن نعيش على قمم الجبال أو في قيعان البحار.. لأن هذه النوعية من البشر قد تفشت وانتشرت.. 🙂
وبعدين إنتي مالك مين اللي بيعيط.. هو إنتي لازم في كل تعليق تجيبي سيرة حد.. المرة اللي فاتت اتكلمت على مجلس الوزرا.. ودلوقتي بتشتمي في الفنانين كمان 🙂
يااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
للدرجه دى ممكن يكون فى ناس شكائين للدرجه دى وللدرجه بيحبوا الشكوي والانين دول تمام بيطبقوا المثل اللى بيقول -( الدبور اللى بيزن عل خراب عشه)_ ده ايه ده ياساتر …… ده كانهم اساسا بيتمنوا انهم يشعروا بالكآبه ….
ده ناس زى دول مش المفروض اساسا نعيش معاهم او نقرب منهم _ربنا يبعدنا عنهم وهنا احنا فعلا لازم نتبع التحذير الحكومى اللى فى اخر المقال ……
_ربنا يبعدنا عنهم_ 🙂
واخيرا انا بشكر حضرتك يا استاذ حسام على ترجمتك الرائعة التى طالما استمتعنا بها 🙂
ببس..
فعلاً يا ببس فيه ناس كتير كده.. وزي ما بتقولي ربنا يبعدنا عنهم..
كمان أنا موافق معاكي على روعة ترجمة حسام.. أنا نفسي اتفاجأت 🙂
وهل في الشكوى أية متعة ؟!!
يكفي أنها شكوى…أي نقص أو انعدام للحيلة !
محمد عثمان
بالنسبة للإنسان العادي لا..
لكن بالنسبة لمدمن الشكوى بالتأكيد فيها متعة، وإلا لماذا يستمر فيها..
ولكي تتأكد من كلامي، اسأل أي مشجع اسماعيلاوي.. 🙂
احضر لهم أي مباراة، حتى إذا كانت بينهم وبين أسمنت طلخا.. وشوف إزاي ها يقعدوا يشتكوا من محاباة حكم المباراة للأهلي.. 🙂 🙂
أستاذ جمال… شكراً جزيلاً على اختيار موضوع من كتاب من ترجمتي…
وشكراً لكل من قرأ الموضوع وشرفنا بالتعليق عليه ورأيه فيه…
أما عن رأيي الشخصي في الموضوع فهو أن بعض من يشكون بتكون ظروفهم صعبة فعلاً والدنيا “ملطشة” معاهم ع الآخر… وفعلاً بيكونوا… رغم جهودهم لتغيير الحال… قليلي الحيلة… أفلا نتعاطف مع هؤلاء؟
وأخيراً… وكما قال عادل إمام في مدرسة المشاغبين: “الشكوى لغير الله مذلة”… 🙂
بل الشكر لك يا حسام على هذه الترجمة الرائعة..
نحن جميعاً نتعاطف مع الأشخاص التي تكون الدنيا “ملطشة” معهم، ولكن ما وجه التعاطف مع إنسان في خير ونعمة ولكنه لا يراها.. وما قولك في إنسان دائم الشكوى والأنين رغم أن سبب شكواه لا أساس له مطلقاً..
وما رأيك في العكس.. ما رأيك في إنسان تكون ظروفه صعبة فعلاً ولكنه مع هذا يتمسك بالأمل.. ويرى دوماً الجانب المشرق من أي محنة..
هذا هو ما قلته أنت في الترجمة، ولا انت بتضحك علينا 🙂
الموضوع رائع يا أخ حسام وهذا ما عهدته في ترجمتك دائماً، أشعر بأن النص المترجم ليس مترجما ًوإنما هو عربي صرف. اتمنى لك التوفيق دائماً وأرجو من الله ان يبارك لك في ابنتك رهف.
مازن..
طب يا عم قول مساء الخير لصاحب المدونة.. حتى لو من باب المجاملة 🙂 🙂
أشكرك على مرورك على المدونة يا مازن.. وفعلاً حسام مترجم متميز.. ويستحق كل مديح..
نورت المدونة..